لماذا لا نتصـافى !!
أخي المسلم أنسى لحظة تلك الفتنة القاتلة وتقدم نحو أخيك .. وأبدأ بتحية السلام .. وقد أوشكت الفتن أن تأخذ بالأخضر واليابس .. لماذا نتقاتل !! .. فأنت تريد قتلي وأنا أريد قتلك !!.. كيف نتقاتل ثم بعد حين أنت تسجد لرب كريم أنا أسجد له كذلك !!.. كيف نتقاتل والقبلة هي القبلة .. والكعبة هي الكعبة .. والمصير هو المصير .. أصبحنا جماعات تناصر وأخرى تعارض .. وتلك سمة أصبحت فرضاً بغير فرض في دول كانت في أمن وسلام .. وقطيعة بين أخوة كانوا في السراء والضراء .. كيف يحل لي دمك ويحل لك دمي !! .. ونحن نأخذ الشرع والحدود من منبع الوحي سوياَ .. فلماذا في لحظة تغيرت المفاهيم .. فأصبحنا هناك في معسكرات المؤيدين أو معسكرات الرافضين .. وكيف تمكن الأعداء في إيقاع الفتن بيننا فحملنا السلاح واقتتلنا والعدو يتفرج علينا .. لا تخلو المجتمعات من الخلافات والفوارق في وجهات النظر .. ولكن تلك سنة قائمة منذ أقدم العصور أن يتحاور الفرقاء للوصول إلى وفاق يرضي الأطراف .. وليس بإبادة أو تصفية الطرف الآخر كما يحدث الآن بين الإخوة الأشقاء .. ولماذا أصبحت الدماء الطاهرة للمسلمين رخيصة بغير ثمن أو خوف من عقاب في الآخرة .. لماذا هانت علينا أنفسنا .. فصرنا نقدم على جرائم بشعة لم تسلم منها حتى الأطفال والنساء .. كيف يقبل الدين أو العقل أن يتم قتل طفل صغير ثم التمثيل بجثته بطريفة فاقت كل أعراف الإنسانية .. بطريقة لم يقم بها حتى همج التاريخ .. الذين لا يدينون بدين أو يعرفون رباً .. العقل يقف عاجزاً في تعليل مقدار ذلك الحقد الدفين البغيض المكبوت في أعماق بشر لا يمكن أن نصفهم بالبشرية .. والذين قاموا بتلك الجريمة البشعة هم في مصاف الحثالة ومصاف فضلات البشر .. والذين يؤازرونهم إذا وجدوا فهم في خندق الحثالة أيضاً .. وتلك ليست من أخلاقيات الإسلام أو المسلمين .. والتمثيل بالجثث محرم في الإسلام .. الفتن تقع .. ولكن أهل الحكمة كانوا عبر التاريخ هم من يقتلون الفتن في مهدها .. وليس بالاستعانة بالأعداء .. أو تأجيج نار الحروب .. أو السكوت والتقاضي .. ولكن بإصلاح ذات البين والتوافق والحوار والأخذ والرد .. ثم لا بد أن تكون هناك أطراف تريد السلام والوفاق .. تشد من ناحية وترخي من ناحية حتى تلتقي الأطراف في منطقة الوسط .. ثم يكون السلام .