مرحبا اخوتي بالله
هذه مجموعة من قصص الاقوام السابقة التي ورد ذكرها بالقران نسال من الله المغفرة والعضة مما سبقنا :
قــوم نــوح :
إن قوم نوح هم أول من أشرك بالله وعبد الأصنام . وهم أول من أفسد في الأرض وفسق عن أمر ربه. قال تعالى وقوم نوح من قبلُ إنهم كانوا قوماً فاسقين ) .
جزاء الكافرين :
نجد أول مشهد بعرض قصة هؤلاء القوم في سورة القمر وهي تهدد المشركين بالعذاب. قال تعالى: ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ، وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قُدِر ، وحملناه على ذات الواح ودُسُر. ) . فكان الطوفان العظيم إذ فتحت ابواب السماء بماء منهمر لم ينقطع أربعين يوماً.
وكان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام.
صنع السفينة :
لقد أوحى الله إلى نوح وأمره بصنع السفينة بمرأى منه، وحينما كان يصنع الفلك كان قومه يتضاحكون منه ويقولون: يا نوح ! صرت نجاراً بعد أن كنتَ نبياً.
المهم أن نوحاً حمل أهله إلا من سبق عليه القول ، مثل ابنه يـــــام ويسمى كنعان أيضاً ، وكان من حملهم معه قليل ، فيل سبعة : نوح وأولاده سام وحام ويافث وزوجاتهم وقيل غير ذلك. ولما أُمرت الأرض ان تبتلع ماءها ، استوت السفينة على الجودي وهو جبل في نواحي ديار بكر من بلاد الجزيرة السورية وقال آخرون : الجودي حبل بالموصل أو هو جبل الطور. وفي أول يوم من رجب ركب نوح السفينة فصام وجرت بهم السفينة ستة أشهر ورست على الجودي يوم عاشوراء فصام نوح وأمر من معه بالصيام شكراً لله. وكما تبرأ نوح من ابنه الكافر تبرأ من زوجته التي أصبحت مثلا على كفر النساء مع امرأة لــــوط. وروي أن الناس الذين عاشوا في الدنيا من بعد الطوفان هم من ذرية نوح . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لم تبق إلا إلا ذرية نوح عليه السلام).
قال تعالى : ( والله أنبتكم من الأرض نباتا) . هذا التعبير يوحي بالوحدة بين أصول الحياة على وجه الأرض ، نأن نشأة الإنسان من الأرض كنشأة النبات ، فهو نبات من نباتها يتغذى وينمو .
دعاء نــوح :
( وقال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا، إنك إن تذرهم يُضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا، ربّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا) .
وقد استجيبت دعوته في حق الكفار وتستجاب بلإذن الله في حق المؤمنين.
قـــــوم عــــــــــاد:
تنتمي هذه القبيلة إلى عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. وكانوا عرباً يشكنون الأحقاف وهي الآن بلدة الشحر في حضرموت، وهم أول من طغى بعد الطوفان، فأرسل الله لهم النبي هـــود .
قال تعالى: ( ألم ترَ كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد ، التي لم يخلق مثلها في البلاد.............
فأكثروا فيها الفساد، فصبّ عليهم ربك سوط عذاب) .
وقال تعالى: ( كذبت عادٌ فكيف كان عذابي ونذر، إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر ، تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر).
الأحقاف والعارض الممطر :
نقف على مسرح القصة التي كان أهلها بالأحقاف وهو واد بحضرموت ( بلدة الشحر ، وعلى فكرة أنا زرتها وأقمت فيها أياماً .) قال تعالى : ( واذكر اخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف ... قالوا إجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ، فأتنا بما تعدنا إن كنتَ من الصادقين ) .
... فلما رأوا سحاباً عرض في السماء ظنوا أن المطر أوشك أن ينزل، وفرحوا، ويا للهول ! كان ذلك العارض هو العذاب الذي استعجلوا به ، فقضت عليهم الريح وأصبح المسرح خالياً من الناس.
كان ذلك قبل الميلاد بأرعة وعشرين قرناً إذ كانت حياة هود ما بين 25-- - 2300 ق.م.)فتح الباري).
ثــمــــــــــــــــــــود :
هم عرب مثل عاد، وأبناء عمومتهم ، وينسبون إلى ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح. وكانت مساكنهم بالحجر بين الحجاز وتبوك في وادي القـرى. بعث الله إليهم صالح بن عبيد ..... بن إرم بن ثمود.
نـــــاقـــــــة اللــــــــــه :
قال تعالى : ( كذبت ثمود بطغواها، إذ انبعث أشقاها ، فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها، فكذبوه فعقروها ، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها. )
وقد قيل في هذه الناقة أن سيد ثمود قال لصالح: أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة جوفاء عشراء أي: كبيرة الجوف في الشهر العاشر من حملها، فإن فعلت ذلك صدقناك. صلى صالح ودعا ربه عزّ وجلّ ، فإذا هي تتمخض كما تتمخص الحامل ثم انفجرت عن الناقة وهم ينظرون ثم نتجت الناقة فصيلا ( ولد الناقة ) ، فآمن به سيد قومه ورهط منهم. وورد أن الذي قتل الناقة هو قدار بن سالف بن جندع ، وهو أحيمر ثمود وأشقى القوم. قال تعالى : فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) وقال تعالى : ( واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا).
قال تعالى: ( فأخذتهم الصيحــة بالحق فجعلناهم غثاء، فبعداً للقوم الظالمين ) .
قـــــــــــوم لـــــــوط :
هاجر لوط بن حاران من بابل مع عمه إبراهيم خليل الرحمن ثم أرسله الله إلى خمس قرى بجانب البحر الميت وهي: سدوم وعمرة ودوما وصبعة وصعرة . وكانوا أهل كفر وفاحشة . فأهوى الله بهم وقلب بلدتهم وجعل عاليها سافلها وأرسل عليهم حاصباً امطرهم بوابل من القذائف فأصبحوا مدفونين تحت الحجارة والطين. قال تعالى: ( كذبت قوم لوط بالنذر، إنا أرسلنا عليهم حاصباً إلا آل لوط نجيناهم بسحر. ) وقد استثنيت امرأة لوط من أهله لأنها لم تؤمن به وكانت تخبر قومها عن ضيفه. وقصة الملائكة الذين زاروا لوطاً في بيته ، مشهورة ، إذ جاء قومه يريدونهم فقالوا:
( قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احدٌ إلا امرأتك إنه مصيبها ما اصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) .وبقيت قصتهم يتناقلها الرواة وبقيت آثارهم على جانب الطريق – غرب أريحا في جبل قرنطل – ( رأيتها ودخلتها ) ، وقيل إن الله تعالى جعل مكان بلادهم بحيرة منتنة لا ينتفع بمائها ولا بما حولها من الأراضي ( هي بحيرة لوط أو البحر الميت كما نعلم) . وكان هلاك قوم لوط في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وكانت حياة لوط ما بين 1861 – 1686 ق. م.
أصـحـــــــاب مــــديــــــــن :
كانوا عرباً يسكنون مدين وتقع بين وادي القرى ومعان محاذية لتبوك ، وكانوا كفاراً يفسدون في الأرض ويقطعون الطريق ويبخسون المكيال والميزان. بعث الله فيهم النبي شــــــعيـبــاً ، وكان فصيحا بليغاً . عن ابن عباس قال: كان رسول الله إذا ذكر شعيباً قال ( ذاك خطيب الأنبياء) . وقد سموا أصحاب الأيكة لأنهم كانوا يعبدون تلك الشجرة . قال تعالى : ( وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ......... ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ...... واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثركم ) .. وأصرّ القوم على تكذيبهم وكفرهم فأخذهم العذاب. قال تعالى: ( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ...... الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين ).
يـــوم الـظـُّـلــــــــة :
قال تعالى: ( فأخذهم عذاب يوم الظـُـلة إنه كان عذاب يوم عظيم) . وذلك أنّ الله تعالى سلط عليهم الحر سبعة أيام ما يظلهم منه شيء، ثم أنشأ سحابة فانطلقوا إليها فاستظلوا تحتها فأججت عليهم النار. وكان هلاكهم في القرن السادس عشر قبل الميلاد وكانت حياة نبيهم ما بين 1600-1500 ق م.
ســـــــــــــــــــــــــــــــبأ :
قال علماء النسب : اسم سبأ عبدشمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وكان أول من سبى فسمي ســبأ . وكان له عشرة بنين سكن اليمن منهم ستة ، والشام أربعة وإليهم ترجع أصول العرب. بنى هؤلاء القوم سدّ مأرب وغرسوا الأشجار وزرعوا الحبوب فأصبحوا في غبطة عظيمةـ قال تعالى : ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدةٌ طيبةٌ وربّ غفور .)
الملكــــة بلقيــــــس :
كان ملك سبأ الهدهاد بن شرحبيل ، فلما حضره الموت جمع قومه وولى عليهم بلقيس إلى أن يبلغ ابن أخيه .. وروي أن سليمان عليه السلام سار إلى بيت الله الحرام وأقام سبعة أيام ثم سار إلى صنعاء وتفقد الطير فلم يــر الهدهد ، قال تعالى : ( وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ........ أو ليأتيني بسلطان مبين ) . ولما عاد الهدهدُ من رحلته وأخبر سليمان بسبب غيابه .. قال تعالى : ( فمكث غير بعيد، فقال أحطتُ بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ، إني وجدتُ امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم، وجدتها وقومها يسجدون للشمس ..).
فأرسل لها سليمان كتابً . قال تعالى: ( إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولّ عنهم )، ولما قرأت بلقيس الكتاب قالت- قال تعالى : ( قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري .... إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون . )
ومعروفة حكاية نقل عرشها ودخولها على سليمان، قال تعالى: ( قالت ربّ إني ظلمتُ نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) .
كان التقاء بلقيس بالنبي سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد، لأن حياته امتدت ما بين 985-932 ق. م.
أصحاب الــرسّ وقوم تبــــّــــع :
قال قتادة : الرس قرية من اليمامة يقال لها الفلج . بعث الله إليهم شعيبا فكذبوه فخسف الله بهم وبديارهم . قال قتادة : إنذ اصحاب الأيكة وأصحاب الرس كانتا أمتين فبعث الله إليهم شعيبا وعذبهما بعذابين .
أما قوم تبع فكانوا في اليمن وعبدوا الأوثان. وروي عن عطاء بن أبي رباح قال : لا تسبوا تبعاً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبه . وكانت عائشة رضي الله عنها تقول ( لا تسبوا تبعاً فإنه كان رجلاً صالحاً ) . والمهم من قصتهم أن الله تعالى أهلكهم بسبب تكذيبهم وإجرامهم
